يفزع كثير من الأشخاص عندما يصف الأطباء لهم أدوية تحتوي على الكورتيزون ، وكثيراً ما تصل بهم شدة الخوف إلى معارضة الطبيب والإمتناع عن تلك الأدوية؛ لاعتقادهم أن هذه الأدوية لها أضرار كارثية.
فما هو ذلك الهرمون الذي سبب الفزع لكثير من المرضي؟ ما هي دواعي استخدامه؟ ما هي تلك الأضرار و الآثار الجانبية التي تسبب الفزع؟
لكي نجيب على تلك الأسئلة علينا بمتابعة المقال.
ما هو الكورتيزون؟
هو هرمون ستيرويدي مضاد للإلتهاب مشتق من هرمون الكورتيزول الذي يفرزه جسم الإنسان من الغدة الكظرية (فوق الكلوية)، والأسم الدوائي له من المصنع هو (كورتيزون)، ويعد هذا الهرمون ضروري جداً في تنظيم العديد من الوظائف الحيوية.
الخصائص العلاجية للكورتيزون:
١-مضاد للإلتهابات :
كيف يعمل كمضاد للالتهاب؟!
يعمل الكورتيزون على التقليل من إنتاج النواقل العصبية المنشطة للإلتهابات داخل خلايا جهاز المناعة بالجسم، وبالتالي فإنه يحد من استجابة الجهاز المناعي للحساسية والإلتهابات.
يعتقد البعض أن الكورتيزون يعمل كمسكن للألم!!
الذي يدفع الأشخاص إلى القول أن الكورتيزون مسكناً للألم هو قدرته الفعالة في كبح الالتهابات في جميع أنحاء الجسم، فبالتالي يقلل من الألم الذي يسببه الالتهاب، لكنه ليس مسكناً للألم كما يزعم البعض.
٢- مضاد لتكاثر الخلايا:-
حيث أنه له فعالية في تقليل نمو وتكاثر الخلايا السرطانية.
٣- مثبط للجهاز المناعي:-
يعمل على تنظيم عمل الجهاز المناعي، حيث أنه يعمل كمثبط للجهاز المناعي للإنسان، فلا يجعله يبالغ في ردة فعله تجاه أي عدوى أو إصابة، حيث أنه إذا بالغ الجهاز المناعي في ردة فعله يؤدي ذلك لضرراً أكبر لاحقاً.
لماذا يُستخدم الكورتيزون في العمليات الجراحية لزراعة الأعضاء؟
نظراً لدوره في تثبيط عمل الجهاز المناعي، فلا يرفض الجهاز المناعي العضو الجديد، و لا يهاجم خلاياه؛ ظناً أنه عدوى، أو جسم غريب يجب التخلص منه.
دواعي استخدام الكورتيزون وفوائده العلاجية :-
يستخدم في تحسين الأعراض أو للعلاج في الحالات الآتية:-
-يستخدم كمضاد للحساسية بمختلف أنواعها ودرجة حدتها، كما أنه يستخدم في علاج الربو.
-يستخدم كعلاج مساعد للهبوط الشديد بالدورة الدموية.
-يُحقن موضعياً لعلاج التهاب المفاصل.
-مفيد في علاج أمراض الجهاز المناعي حيث أنه بثبط ردود أفعال الجهاز المناعي المُبالغ فيها، والتي تجعله يهاجم أعضاء الجسم كالمفاصل، والكلى.
-علاج الالتهابات الكلوية التي تسبب فقدان كمية كبيرة من البروتين في الدم.
-مضاد سريع وفعال لجميع أنواع الالتهابات الحادة.
-حالات الحساسية الجليدية كالأكزيما، كما أنه يستخدم في علاج الصدفية، والبهاق.
-المصابين بخلل في الغدة الكظرية التي تفرزه في الجسم.
-يستخدم كجزء من العلاج الكيماوي لعلاج سرطان الدم.
-يستخدم لعلاج التهابات العين بمفرده، أو مع المضادات الحيوية والفيروسية.
الآثار الجانبية للكورتيزون :-
تختلف حدة الآثار الجانبية طبقاً للشكل الذي يتم تناولها به، حيث تقل الخطورة كلما كان لايصل إلى الدم عن طريق تناوله بالبخاخة، أو إذا كان موضعياً كالمراهم مع ضرورة الالتزام بالتوقيت، والجرعات المحددة، لكن أخذه عن طريق الوريد أو الفم يعد الأشد خطورة.
-تتمثل الأثار الجانبية للكورتيزون في رفع ضغط الدم، وسكر الدم، كما أنه قد يسبب قرح في المعدة، أو التهابات في المرئ أو البنكرياس،كما أنه يعمل على زيادة هشاشة العظام حيث أن عمله يتعارض مع فيتامين د، يعمل على تثبيط الجهاز المناعي مما يزيد من خطورة الإصابة بالعدوي الفيروسية، أو البكتيرية.
-يؤثر الكورتيزون على الجهاز العصبي فيسيب الأرق، وتقلب المزاج، والإنفعال. كما أن المستحضرات الموضعية على الجلد تتسبب في ترقق الجلد، فيصبح أكثر قابلية للتشقق، والنزيف.
-يؤدي إلى السمنة، وتظهر في بعض الأماكن خاصة الوجه نتيجة لإحتباس الماء، والصوديوم في الجسم.
في ضوء الهاجس الذي أصاب المرضي من الكورتيزون، أصيب بعض الأطباء بهاجس عكسي، فهم يتبعون الأسطورة الطبية الشهيرة "إذا لم تعرف السبب، اعطه كورتيزون".
على سبيل المثال :-وصل بهم الأمراض لمعالجة نزلات البرد بالكورتيزون، وهذا يعد كارثة، حيث يعمل الكورتيزون على تحسين مبدئي الأعراض في غير موضعه، فإذا كان الشخص مصاب بإلتهاب رئوي حاد سوف يشعر بتحسن في الأعراض عقب تناوله جرعات كبيرة من الكورتيزون، بينما تتكاثر البكتريا المسببة للإلتهاب في الجهاز التنفسي، بل في الجسم كله، مما قد يؤدي للوفاه!!
فعلينا توخي الحذر مع الكورتيزون، فهو سلاح ذو حدين.
بقلم/ابتسام مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق
add_commentإرسال تعليق