البعوضيات فصيلة حشرات من رتبة ذوات الجناحين تمتص إناثها دم الإنسان وأكثر الحشرات الماصة للدماء انتشاراً، ويسبب المضايقة بلدغاته المتكررة، وينقل العديد من الأمراض منها الملاريا، كما يتغذى البعوض أيضا على دم الحيوانات والطيور.
قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ).
في هذه الآية الكريمة من سورة البقرة تحدى الله عز وجل جميع البشر أن يخلقوا أي شيء حتى لو كان بسيطًا، فيضرب لهم مثلًا على وجوده وقدرته بحشرة صغيرة في حجمها، عظيمة في تكوينها وخلقتها، إنها البعوضة …
فهي صنع الله الذي أبدع في صنع هذا الكون العظيم بجميع ما يحتويه من مخلوقات، ليكون كل ما فيه دليل على أنه وحده رب هذا الكون وخالقه.
▪️الناموس (البعوض):
هو نوع من أنواع الحشرات، يتألف جسمه من ستة أرجل، وجناحان، وبطن، وثلاثة قلوب، ورأس يحتوي على ما يقارب 100 عين، وفي الفم يوجد 48 سن، وستة أجزاء صغيرة تشبه الإبر وتسمى (قليمات). وعدد أنواع البعوض هائل جدًا، حيث ينتشر على مساحة الكرة الأرضية دون أن يكون بمكان منها دون غيرها.
▪️يتميز البعوض بميزات كثيرة ما يدل على الإبداع في تكوينه، فالبعوض يميز الحرارة ويمتلك جهاز استقبال حراري، حيث يستطيع من خلاله أن يميز حرارة الأشياء بشكل ألوان ويميز جلد الإنسان في الظلام، كما تمتلك البعوضة جهاز تحليل الدم فتختار ما يناسبها منه، لذلك نلاحظ أن البعوضة تلدغ بعض الأشخاص دون غيرهم. وتتميز البعوضة بجهاز تخدير موضعي، لذلك لا يشعر الإنسان عندما تغرز البعوضة إبرتها في جلده، وإنما يشعر بالحكة بعد أن تكون البعوضة قد لدغته وامتصت من دمه. كما تمتلك جهازًا للشم يمكنها من تمييز روائح عرق الأشخاص، ذلك أن البعوضة تنجذب إلى الأشخاص تبعًا لرائحة عرقهم وغاز ثنائي أكسيد الكربون المطروح من جسم الإنسان في عملية الزفير.
▪️غذاء البعوض:
يتغذى البعوض على خلاصة النباتات والأزهار، بالإضافة إلى ذلك فإن الأنثى تتغذى على دم الإنسان من خلال الأجزاء الموجودة في فمها. حيث تقوم في البداية بشق المنطقة بواسطة أسنانها ثم تغز الإبر (القليمات) في جلد الإنسان وتمص الدم منه وتفرز في هذا المكان سائل لعابي يمنع تخثر دم الإنسان بعد أن تكون قد قامت بمص الدم، الذي تحتاجه في عملية إنتاج البيوض. الأمر الذي يسبب للإنسان حكة مزعجة ومؤلمة بسبب الالتهاب والاحتقان الذي يتشكل في هذه المنطقة فيزداد عدد كريات الدم البيضاء في الدم لمعالجته وحماية الجسم.
▪️الأمراض التي تسببها لدغة البعوض (أضرار البعوض)
بما أن البعوض يقوم بلدغ الإنسان كما يلدغ الحيوانات، ويضع بيوضه ويعيش في بيئات ملوثة، لذلك فإن لدغة البعوض قد تنقل معها من دم شخص آخر العديد من الأمراض، ومن الأمراض التي قد تسببها لدغات البعوض وتم التوصل إليها هناك: مرض الملاريا، مرض الحمى الصفراء، مرض حمى الدنجي، فيروس النيل الغربي.
▪️فوائد البعوض:
كل ما خلقه الله تعالى في هذا الكون لفائدة، إما ظاهرة أو باطنة غير مكتشفة بعد، وفائدة البعوض المعروفة تتمثل في كون البعوض أحد عناصر النظام البيئي، لذلك فإن اختفاء البعوض أو انقراضه يسبب خلل في هذا النظام، ذلك أن البعوض يعتبر غذاء لكثير من الحيوانات كالضفادع مثلًا. وبالتأكيد لها فوائد أخرى لكن لم يتوصل إليها بعد.
▪️ماذا كان ليحدث لو لم يكن هناك بعوض؟هل سيفتقدهم شخص أو شيء؟
▪️وضعت مجلة الطبيعة Nature هذا السؤال للعلماء الذين يستكشفون جوانبًا من بيولوجيا وبيئة البعوض، وحصدت المجلة على إجابات مفاجئة.
▪️هناك 3500 فصيلة معروفة من البعوض، ومن هؤلاء بضع المئات فقط هم من يقومون بعضّ أو إزعاج البشر.
▪️يعيش البعوض على تقريبًا كل قارة وموطن، ويؤدون وظائف مهمة في أنظمة بيئية عديدة.
“البعوض على الأرض منذ أكثر من 100 مليون سنة” تقول مورفي “ولقد شاركوا في التطور مع العديد من أنواع الكائنات أثناء وجودهم”.
▪️إزالة فصيلة من البعوض قد تترك كائنًا مفترسًا بدون ضحية، أو نبات بدون مُلقّح. واستكشاف عالم بدون بعوض يُعد شيئًا أصعب من أن يكون تمرينًا مهمًا للخيال: جهود مضنية يتم تطويرها لكل تُخلّص العالم من أكثر فصيلة خبيثة وحاملة للأمراض به.
▪️ورغم ذلك، ففي حالات عديدة يقر العلماء بأن النُدبة البيئية التي ستحدث عند فقد البعوض ستُشفى بسرعة حين يُملأ الفراغ بكائنات أخرى. الحياة ستستمر كما كانت، وربما أفضل.
▪️حين يتعلق الأمر بالأمراض الضخمة “من الصعب رؤية الجانب السلبي لإزالة البعوض، إلا لو كان ذلك الجانب السلبي هو بعض الأضرار الجانبية”
يقول العالم البيئي ستيفين جوليانو من جامعة ولاية إيلينويز: :"عالم بدون بعوض سيكون “أكثر أمانًا لنا” ويقول عالم الحشرات كارلوس بريسولا ماركونديس من الجامعة الفيدرالية بسانتا كاترينا بالبرازيل : “إزالة الأنوفيليس ستكون مهمة جدًا لجنس البشر”.
▪️إصابة البعوض قد تتسبب في أكبر فرق بيئي في السهول الجليدية بقارة أنتاركتيكا، موطن بعض الفصائل البعوض مثل Aedes impiger و Aedes nigripes.
▪️البيض الذي تنتجه تلك الحشرات يفقس في السنة التالية بعد ذوبان الجليد، ويتم الوصول لسن البلوغ خلال 3:4 أسابيع.
من شمال كندا إلى روسيا، توجد فترة بسيطة يكون فيها البعوض كثيرًا لدرجة كبيرة، وقد يُكوّن سُحُبًا كثيفةً في بعض المناطق.
“هذه موقف في غاية الندرة على مستوى العالم” يقول عالم الحشرات دانيال ستريكمان، قائد برنامج الحشرات الطبي والحضري بوزارة الزراعة الأمريكية في بيلتزفيل بماريلاند.
“لا يوجد مكان آخر في العالم تتشكل فيه كتلة حيوية كتلك”.
▪️تختلف وجهات النظر حول ماذا سيحدث حين تختفي تلك الكتلة الحيوية.
▪️بروس هاريسون، عالم حشرات في قسم البيئة والمصادر الطبيعية في وينستون-ساليم بشمال كاليفورنيا يقدر أن عدد الطيور المهاجرة التي تبني أعشاشًا في السهول الجليدية سيقل بأكثر من 50% بدون بعوض ليتغذى عليه.
وهناك باحثون آخرون يختلفون في الرأي:
▪️كاثي كوربي، عالمة بيولوجيا برية بقسم الأسماك والحياة البرية في فايربانكس بآلاسكا تقول أن البعوض الجليدي لا يظهر في معدة عينات الطيور بأرقام كبيرة، وأن البراغش تُعد غذاءًا أهم لتلك الطيور.
“نحن (كبشر) نبالغ في تقدير أعداد البعوض في القطب الشمالي لأنهم باختيارهم منجذبون إلينا” تقول كوربي.
▪️ يستهلك البعوض حوالي 300 مللي لتر دم كل يوم من كل حيوان في قطيع غزال الرنة caribou، والذي يُعتقد أنه يختار مسارات حركة تعاكس اتجاه الرياح للهروب من حشود البعوض.
تغيير بسيط في مسار الحركة قد يكون له عواقب وخيمة في وادي بالقطب الشمالي حيث تهاجر آلاف الغِزلان، تزلزل الأرض، تأكل اللشنيات، تُطعم الذئاب، تنقل المواد الغذائية، وتقوم بموازنة النظام البيئي.
بقلم/حسناء خليل
المراجع:
1.https://www.ibelieveinsci.com/?p=1714
2.https://www.magltk.com/mosquitoes-bites/
3.http://shetifa.blogspot.com/2015/08/what-if-mosquitoes-disappear.html?m=1
تعليقات
إرسال تعليق
add_commentإرسال تعليق