-->
الموت....يزور بيروت

الموت....يزور بيروت

ضيف لا يُرحب به ويمثل مصدر الحزن والإنزعاج، يأتى بدون سابق إنذار ويصعب التنبؤ به، بالإضافة لتواجده فى كل مكان وكل الاوقات، فهل من السهل التعرف عليه بعد وصفه ...؟  - نعم ؛ ما هذا الضيف إلا الموت...... يزور بيروت !  تتمثل بيروت فى كونها أعظ…

 ضيف لا يُرحب به ويمثل مصدر الحزن والإنزعاج، يأتى بدون سابق إنذار ويصعب التنبؤ به، بالإضافة لتواجده فى كل مكان وكل الاوقات، فهل من السهل التعرف عليه بعد وصفه ...؟

 - نعم ؛ ما هذا الضيف إلا الموت...... يزور بيروت ! 


تتمثل بيروت فى كونها أعظم المدن السياحية وأكثرهم هدوءاً، ولكنها لم تعد كذلك بعد عصر يوم الثلاثاء (٤/٨/٢٠٢٠)، او الفاجعة التى تسببت فى قتل ١١٥ شخصاً واصابة اكثر من ٤٠٠٠ اخرين، والذى كان نتيجه أنفجار مرفأ بيروت؛ مما ترتب عليه تكون سحابة الفطر الهائلة وما نتج من دمار  والذى جعل كثيرون يظنوا ان سبب الانفجار.... قنبلة نووية، وليس كما صرح بعض المسؤلون ان الإنفجار بسبب المواد الكيميائية المخزنة لاكثر من ست سنوات بدون اتخاذ اجراءات السلامة والامان .



هل إنفجار بيروت مكيدة إحدى الدول بإستخدام السلاح النووى ام نتيجة إهمال الدولة لتخزين المواد الكيميائية..؟!

 صرح مارتن فايفر الباحث فى التاريخ البشرى للأسلحة النووية " ان الإنفجار ليس نووياً " مستنداً على دليلين لم يتوافروا عند الإنفجار وهما :- 

  •  وميض شديد البياض يعمى العين .
  •  ارتفاع درجات الحرارة بحيث تسبب حرق الجلد فى المنطقة المحيطة للانفجار .

كما انه اضاف:" الانفجار النووى لا يحتكر وجود سحابة الفطر ،ولكن بالرغم من انه ليس نووياً إلا انه يفوق اقوى الاسلحه التقليدية التى صنعها البشر" .


فالآن يتبقى السبب الاخر:

 وهو إشتعال المواد الكيميائية المخزنة بأحدى السفن منذ ٢٠١٤ بالميناء، والتى تصل كميتها إلى ٢٧٥٠ طناً من نترات الامونيوم ،وهذه الكمية تفسر الدمار الحادث ببيروت ؛ وتعرف على انها مواد كيميائية بللورية عديمة الرائحه لونها ابيض تشبه ملح الطعام ،وبالرغم من ان هناك بعض التصنيفات المختلفة ،فبعض الدول تعتبرها متفجرات، والبعض الاخر لا يعتبرها كذلك بشرط إبعادها قدر الإمكان عن ما يسبب إشتعالها ،والذى قد يكون الزيت.

 إلا انه لا يمكن تخيل الحياة بدونها ،حيث تمثل مصدر النيتروجين ؛ولذلك تستخدم فى السماد الزراعى ، بالاضافة لتمثل خطورتها فى كونها مادة تساعد على الأكسدة؛ فتعمل على زيادة الإشتعال، وعند التخزين بكميات كبيرة جوار بعضها فإنها تسخن وتشتعل ثم تتفاعل مع الاكسجين الجوى؛فيعمل على زيادة الإشتعال ثم يتلوه الإنصهار .

ولكن سرعان ما تتأثر ببردوة الجو بالنظر لدرجة حرارتها الهائلة؛ فيؤدى لتكوين طبقة صلبة كغلاف حولها ومع استمرار إحتراقها بالداخل يجعلها اشبة ببركان، ولكن بركان ثورة ....فإنها ايضا تنصهر ؛ عند الضغط على الطبقة الصلبة فيؤدى إلى إنفجارها، وذلك يفسر الإنفجارات المتتالية بمرفأ بيروت بالاضافة لتواجد هذه السحابة الحمراء نتيجه وجود اكسيد النيتروجين المتكون من نترات الأمونيوم، بالإضافة لتكون الدخان الاسود، والذى رصدته مقاطع الفيديو والصور للانفجار، فإنه يدل على تفاعل غير مكتمل ؛ لذلك فإن نترات الامونيوم لم تشتعل من تلقاء نفسها ولكن نتيجة إنفجار صغير، والذى قد يكون مدبراً او عرضياً.

وهنا يرجع القرار الاخير للجنة العربية الدولية التى شُكلت للتحقيق فى الحادث الأليم .

 نترات الامونيوم من اخطر المواد الكيميائية، فهى أقوى من البارود بأربعه اضعاف وتتفوق على مادة ال (T.N.T)  فى قوة الانفجار، تمثل قنبلة موقوتة إلا اذا التزمنا بمعايير الأمان اللازمة لتخزينها وهى ؛ اضافة كربونات الصوديوم إلى نترات الامونيوم لينتج نترات الكالسيوم والتى تعد اكثر اماناً بالاضافة لإلزامية خضوع مراكز تخزينها إلى الإشراف الدائم والمستمر .

بقلم/ ايه عبدالهادى

 

المراجع :-

١)https://www.bbc.com/arabic/middleeast-53666021
٢)https://www.skynewsarabia.com/middle-east
٣)https://www.albayan.ae/health/last-page/2020-08-06-1.3930579

ضيف لا يُرحب به ويمثل مصدر الحزن والإنزعاج، يأتى بدون سابق إنذار ويصعب التنبؤ به، بالإضافة لتواجده فى كل مكان وكل الاوقات، فهل من السهل التعرف عليه بعد وصفه ...؟  - نعم ؛ ما هذا الضيف إلا الموت...... يزور بيروت !  تتمثل بيروت فى كونها أعظ…

تعليقات
ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

add_comment

إرسال تعليق